عندما تجتمع كل عناصر الابداع..وتختفي كل نقاط الضعف عند لاعب معين..فبلا شك ستجد نفسك مندفعا نحو عشق هذا اللاعب ..ومشدود نحو رغبة دائمة ومتجددة لمشاهدته والاستمتاع بما يقدمه مع كل لمسه يؤديها ..ولانقول مع كل مبارة يلعبها.
فقد عانى ابرز نجوم الكرة العالمية على مر تاريخها من نقاط ضعف نسبية ربما لم تتوقف عندها الجماهير كثيرا..فمثلا مارادونا كان لايجيد اللعب بقدمه اليمنى ..وبيليه كانت تنقصه السرعه..ودي ستيفانو لم يكن يجيد ضربات الراس..ورغم ذلك عشقتهم الجماهير وما زالت حتى يومنا هذا تستمتع بمشاهدة تسجيلات لمبارتهم ,بل تفضلها احيانا اذا تزامن موعد بثها في احدى القنوات مع موعد مباريات حية وذلك في زمن ندرت فيه المواهب الحقيقيه...
مع رفضنا الكامل لمبدا المقارنة بين النجوم لاسيما من الاجيال المختلفة لايماننا باختلاف الظروف المحيطة واساليب اللعب والمناخ الكروي بشكل عام وايضا التكنولوجيا وما الى ذلك من عناصر مؤثرة فاننا وبشكل استثنائي سنقول ان زيدان اكثر تكاملا من باقي النجوم فهو النجم الهداف وصانع اللالعاب في الوقت نفسه وهو صاحب التسديدات الصاروخيه بكلتا قدميه يمينا ويسارا بالقوة نفسها والكفاءة نفسها ..وهو ملك ضربات الراس ..ولعل هدفيه في مرمى البراويل في نهائي مونديال فرنسا 98في فرنسا يشهدان بذلك وهو افضل من يجيد تغيير اتجاهاته بمنتهى السرعه والكفاءة وهو الاكثر تحكما في الكرة بكل جزء من اجزاء قدمه وهو القائد ذو الشخصية القوية القادرة على السيطرة على لاعبي الفريق وتوجيههم داخل وخارج الملعب..
وهو المرح ذو الوجه البشوش الذي يجيد التعامل مع الصحافه او مع الجماهير واخيرا وبلا شك لعبت جذورة الجزائرية العربية دورا في توسيع شعبيته لتشمل العالم العربي باكمله ولتتحول من مرحلة الاعجاب الى درجة العشق فد شعر كل منا بان زيدان يمثله شخصيا كعربي او انه بمعنى ادق سفير الكرة العربية في ارقى المحافل الكروية العالمية..
الاضافة في الحديث عن زيزو من خلال هذه المقدمة امر حتمي لانها اطالة تتناسب مع حجم هذا اللاعب بل اننا نعتقد انه يستحق صفحات وصفحات للحديث عن مواهبه الفذه وتفردة عن الاخرين..
بداية انطلاق الاسطورة
ولد زين الدين زيدان في الثالث والعشرين من يونيو عام 1972 في فرنسا ووضح عشقه وارتباطه بالكرة منذ بدا يدرك الامور حوله وبدا يبهر اقرانه واصدقائه ومن حوله مبكرا حيث تنبا له كل من شاهده بانه سيكون له شان في المستقبل القريب وعندما بلغ السادسه عشرة من العمر انضم الى نادي كان الفرنسي وكان هذا تحديدا في عام 88 وفي هذا النادي بدا زيدان يتعلم فيه اصول الكرة وبدات مواهبه تتفجر حتى انهم اشركوه مع الفريق الاول في اليوم التالي لقيده رسميا في صفوف ناشئي النادي ليس هذا فقط بل ان مدرب المنتخب الفرنسي نفسه استدعاه لمبارة بلاده مع تشيكوسلوفاكيا في السابع عشر من اغسطس عام 1989 ولم يكن عمره قد تجاوز السابعه عشرة بعد والمثير انه سجل هدفي فريقه لينتهي اللقاء بالتعادل بهدفين وكان طبيعيا ان يلفت تالقه انظار الكبار فسارع نادي بوردو الى ضمه طمعا في استعادة بطولة الدوري الغائبة وبالفعل قضى زيدان اربعة مواسم مع بوردو كانت بمنزلة العصر الذهبي لهذا النادي الفرنسي الشهير وكان طبيعيا ان يقدم زيزو نفسه للعالم من خلال قيادته لبوردو للوصول الى المبارة النهائية في كاس الاتحاد الاوروبي عام 1996 وهنا بدات عروض الاحتراف تنهال عليه من جانب الاندية الكبرى
وكان افضلها في ذلك الوقت عرض اليوفنتوس وبالطبع لم يتردد زيدان لحظه واحدة في قبول العرض (السيدة العجوز)ليبدا صفحة جديدة ومهمه جدا في تاريخه الكروي ومع اليوفي وفي اول موسم له اثبت زيدان انه اهم صفقه للفريق الايطالي وقاد فريقه للفوز بالكاس القارية كما وصل بفرنسا الى نصف نهائي كاس الامم الاوروبية في انكلترا فضلا عن حصول فريقه على بطولة الدوري الايطالي ثم كاس السوبر الايطالية وكذلك لقب وصيف دوري ابطال اوروبا.
وشهد عام 1998 قمة تالق زيدان ووصل الى قمة النضج بالفعل ولكنهى رغم ذلك تعرض لخيبة امل شديدة حين خسر نهائي دوري ابطال اوروبا للمرة الثانية وجا الموعد المرتقب لمونديال فرنسا ودخله زيدان كاهم لاعب في المنتخب صاحب الارض ولم يكد يتخلص من احباط فقدانه كاس الابطال الاوروبية ويبدا التركيز في المهمه الكبرى في كاس العالم حتى تعرض لصدمة لم تكن في الحسبان عندما نال بطاقة حمرا في مبارة فريقه امام السعودية بسبب خشونته مع احد المدافعين وتوقع الجميع ان نجم زيدان سيشهد افلا في هذا المونديال غير انه عاد بمنتهى القوة ليعوض كل الاحباطات التى كان قد عاشها في الايام الاخيرة في ذلك الحين عندما قاد زملاءة للفوز بكاس العالم بعدما هزموا البرازيل هزيمة مذلة بثلاثية تاريخية كان لزيزو منها الهدفين الراسيين الشهيرين ليحصل زيزو على اغلى جائزتين في ذلك العام وهما الكرة الذهبية وجائزة الفيفا لافضل لاعب في العالم بخلاف حمله لكاس العالم عقب انتهاء المبارة النهائية مع البرازيل وكعادة نجوم الكرة هبط مستوى زيدان كثيرا عام 1999 وسحب ريفالدو البساط من تحت قدميه وعاش زيدان موسما غير ناجح بكل معاني الكلمة غير انه سرعان ما استرد عافيته في العام التالي مباشرة وقاد فرنسا الى النهائي الامم الاوروبية بعد ان سجل هدفا ذهبيا اسطوريا في مرمى البرتغال في الدور النصف النهائي ثم قاد الديوك للفوز على ايطاليا في المبارة النهائية بهدفين لهدف ليضيف لقب كاس الامم الاوروبية له ولفريقه بعد لقب كاس العالم وليحصل من جديد على جائزة لاعب في العالم وتستمر ابداعات زيدان في عام 2001 بعد ان انتقل الى ريال مدريد (نادي القرن)مقابل 65مليون دولار ليصبح اغلى لاعب كرة قدم في العالم في ذلك الحين ولكن انجازاته مع الريال تاخرت للعام التالي حيث استغرق موسما كاملا قبل ان يقود النادي الملكي الاسباني للفوز بكاس ابطال اوروبا عام 2002 بعد تغلبه على باير ليفركوزون 2-1
وايضا كان زيدان صاحب هدف الفوز بكرة صاروخية من مسافة 35ياردة شقت طريها نحة المرمى ليثبت زيدان ان (الغالي ثمنه فيه)..واموال ريال مدريد لم تذهب هباء غير ان عام 2002 لم يظل على حاله مع المصالحه مع زيدان حيث عبس له في المونديال وغاب زيدان عن اول مبارتين لفرنسا بداعي الاصابه فخسر الديوك امام السنغال بهدف ثم تعادلوا سلبيا مع الاوروغواي وبات الفريق في وضع حرج للغايه حيث لم يكن امامهم سوى الفوز على الدانمرك في اخر مباريات الدور الاول ولعب زيدان هذه المبارة واجاد كثيرا لكن الحظ عانده في التسجيل لتفوز الدنمارك 2-0 وتخرج فرنسا حاملة اللقب من الدور الاول في كبرى مفاجات مونديال كوريا واليابان ووسط مشاعر الحزن لخروج فرنسا حصل زيدان على لقب احسن لاعب في مبارة فريقه مع الدانمرك لكنه كان تكريما حزينا للغاية لم يستسلم زيزو للاحباط وسرعان ما استرد قوته وتفاؤله وعاد بسرعه ليكمل انتصاراته مع الريال في العام نفسه وحقق معه كاس السوبر الاوروبي والكاس القاريه ليستعيد نغمة الفوز من جديد وجاء عام 2003 ليشهد انضمام رونالدو الى الريال وليصبح هو وزيدان في فريق واحد ويا له من حدث وكان طبيعيا ان يقتنص الريال بطولة الدوري الاسباني بسهولة بعد الفوز في المبارة الاخيرة على اتليتيكو بلباو 3-1 وصنع زيدان لرونالدو الهدف الثالث الحاسم ليشهد هذا العام اختيار زيدان للمرة الثالثه كاحسن لاعب في العالم وهو رقم قياسي لم يحققه غيره سوى البرازيلي رونالدو بقى ان نقول وداعا زيدان
بيليه وصفه (بالمعلم)
لم يخطئ بيليه عندما وصف زين الدين زيدان بانه معلم فهو بحق خير معلم للجيل الصاعد فمجرد مشاهدته تعتبر دروسا مجانية للاجيال القادمة من لاعبي الكرة سواء من خلال فنون اللعب والمهارة او القيادة والتوجية او قراءة الملعب وفتح اللعب وتغيير مسارة او احترامه للمنافس والصحافه والجمهور او اخلاصه للفانيلة التي يرتديها انه بحق معلم..
زيدان انجازات والقاب
مع المنتخب الفرنسي:
乂 فرنسا في بطولة كاس العالم 1998 والتي اقيمت بفرنسا
乂 فاز ببطولة امم اوروبا 2000 التي اقيمت على الملاعب الهولندية والبلجيكية
مع نادي يوفنتوس:
乂 فاز ببطولة كاس السوبر الاوروبية عام 1996
乂 فاز ببطولة كاس الاندية للقارات 1996
乂 فاز ببطلوة الدوري الايطالي في موسمي 1996/1997و 1997/1998
乂 فاز ببطولة كاس السوبر الايطالية عام 1997
مع نادي ريال مدريد:
乂 فاز ببطولة دوري الابطال الاوروبي موسم2001/2002
乂 فاز ببطولة كاس السوبر الاوروبية 2002
乂 فاز ببطولة كاس الاندية للقارات 2002
乂 فاز ببطولة الدوري الاسباني موسم2002/2003
乂 فاز ببطولة كاس السوبر الاسبانية2003
القاب فردية:
乂 افضل لاعب في العالم للاعوام 1998/200/2003 وذلك في تصنيف الاتحاد الدولي (الفيفا)
乂 الحصول على الكرة الذهبية عام1998
乂 تسميتة من قبل الاتحاد الاوروبي كافضل لاعب اوروبي في الخمسين عاما الاخيرة من القرن